يُعرّف الوطن على أنَّه الأرض التي وُلد فيها الإنسان، ونشأ بها، وترعرع في أرجائها، وتزوّج فيها، فهو يُمثّل الذكريات التي لا يُمكن نسيانها، حيث يحتضن الأحباب، والأصدقاء، والأهل، والآباء، والأجداد، ولذلك يقول الإمام الغزاليّ: (والبشر يألَفُون أرضَهم على ما بها، ولو كانت قفرًا مستوحَشًا، وحبُّ الوطن غريزةٌ متأصِّلة في النفوس، تجعل الإنسانَ يستريح إلى البقاء فيه، ويحنُّ إليه إذا غاب عنه، ويدافع عنه إذا هُوجِم، ويَغضب له إذا انتقص
يتجلّى حب الوطن في كونه فطرة مجبولٌ عليها كلّ إنسان، حيث تُعتبر هذه الفطرة نبض قلبه، ودمه الذي يجري، فالوطن هو مكان النشأة والولادة، ويُستمَدّ حبه من دروس الهجريّة النبويّة، حيث كان الرسول محمد صلّى الله عليه وسلّم يُحب وطنه (مكة الكرمة) كثيراً، حتّى أنَّه قال: (واللَّهِ إنِّي أعلمُ أنَّكِ خَيرُ أرضِ اللَّهِ وأحبُّها إلى اللَّهِ ولَولا أنَّ أهلَكِ أخرَجوني مِنكِ ما خرَجتُ)، ومن ناحية أخرى لا يعني حبّ الوطن التعصب لوطن دون آخر، أو لجنس دون جنس، أو تقسيم الأمة إلى أقسام مُتباغضة ومُتنافرة، فحب الوطن يعني الأخوّة، والتعاون، ونصرة جميع المسلمين في جميع أنحاء العالم
واجبنا اتجاه الوطن تقوى الله، والتمسّك بالوطن من خلال الانتماء والإخلاص إليه. بذل الغالي والنفيس في سبيل حماية الوطن، والمحافظة على ممتلكاته، والتضحية من أجله. الوقوف في وجه أيّ محاولة تعبث بأمن الوطن، وتضرّ بمصلحته
اعداد الطالبة جنه علي آل عبيد 206